صنع السياسة الخارجية المغربية

السياسة الخارجية

صنع السياسة الخارجية المغربية

مقدمة
تعد السياسة الخارجية المغربية من المواضيع التي أصبحت تثير اهتمام الباحثين المغاربة بشكل كبير، ويظهر هذا من عدد الأطروحات والرسائل المنجزة في هـذا الميدان، وعدد وحدات التكوين والبحث التي فتحت في وجه طلبة كليات الحقوق في.مجالات لها علاقة بهذا الموضوع، وكذا كثرة الندوات والأيام الدراسية التي تنظم حول السياسة الخارجية والدبلوماسية المغربية، غير أن ما يميـز هـذه الدراسـات والأبحاث التي تناولت السياسة الخارجية المغربية بالبحث والتحليل والتـي تكـاد لا تحصى، أنها لم تتطرق لموضوع عملية صنع القرار الخارجي المغربي ومحـددات السياسة الخارجية المغربية، بمعنى أنها صبت كل اهتماماتها على جانب المخرجات وأغفلت جانب المدخلات Inputs
الذي يحدد في الواقع توجه السياسة الخارجية لأية دولة.
المغرب مع ومما زاد في هذا الفقر الأكاديمي في مجال الدراسات والبحوث حول صنع وإعداد السياسة الخارجية المغربية صمت الدبلوماسيين المغاربة المشاركين في
أحداث صنع هذه الدبلوماسية. وهكذا فزيادة على نقص المعلومات الضرورية حول ما يجري في دواليب الأجهزة المكلفة بصنع السياسة الخارجية المغربية، فإنه لم يقدم
أحد من الذين شاركوا في المهام العامة للدبلوماسية المغربية على نشر مذكراته أو الحديث عن تجربته السياسية والدبلوماسية داخل هذه المؤسسات، ولهذا ستبقى
الدوافع خلف القرارات الخارجية المغربية محاطة بسرية تامة إلى أمد ليس بالقصير.
باستثناء البعض القليل الذي بادر لكتابة بعض مذكراته، كالسفير السابق محمد الفاسي الذي نشر بعض المقالات عن تجربته الدبلوماسية في جريدة (العلم) تحت عنوان السفير محمد القاسي يتذكر”، وقد نشر مؤخرا الجزء الأول منها في كتاب.
إضافة إلى هذه الصعوبات المادية المرتبطة بنقص المعلومات الضرورية، فان هناك صعوبة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى وترتبط أساسا بحساسية موضوع صنع القرار بشكل عام، وصنع السياسية الخارجية بشكل خاص، لاسيما وأنها تمثل مجالا محفوظا وخاصا للملك.
ورغم إدراكنا المسبق لهذه الصعوبات التي تكتنف الخوض في هذا الموضوع، فإننا آثرنا في الأخير أن نقتحم غماره لعلنا ننير بعض جوانبه الغامضة. ومع قلة الوثائق المكتوبة والدراسات والبحوث التي تناولت محددات السياسة الخارجية المغربية، حاولت أن أعوض هذا النقص بإجراء حوارات مع بعض الشخصيات التي كانت لها في مرحلة ما علاقة بدوائر صنع السياسة الخارجية المغربية ويتعلق الأمر
ببعض وزراء الخارجية السابقين وبعض السفراء، وكثير من رؤساء المصالح بوزارة الخارجية، إضافة إلى بعض مسؤولي الأحزاب السياسية، وكنت أطمح من خلال هذه اللقاءات المباشرة استطلاع بعض المعلومات الخاصة حول صنع السياسة الخارجية، إلا أنني اكتشفت أن ما يقدمه لي هؤلاء من معلومات لا تفي بالغرض لأنها لا تختلف إطلاقا عما هو معروف لدى أبسط المهتمين بالسياسة الخارجية المغربية، أضف إلى ذلك تحفظهم من التصريح ببعض الأمور الهامة، مما حدا بي في الأخير إلى عدم الاستمرار في إجراء هذه الحوارات لاقتناعي بعدم جدواها.

إقرأ المزيد  ليس للقضاء الإداري أية رقابة على تقييم المصححين لأوراق الامتحانات ، إلا من حيث عيبي الإنحراف والإختصاص

إن الموضوع الذي سنخصص له هذه الأطروحة يتناول جانبا هاما من السياسة الخارجية المغربية، والذي يتمثل في محددات ومؤثرات هذه السياسة، ولهذا نرى قبل طرح المنهج المعتمد في هذه الدراسة، وبسط الإشكالية التي سنعالجها تحديد بعض المفاهيم الأساسية التي لها علاقة بصنع السياسة الخارجية.

التحميل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

المرجوا إلغاء مانع الإعلانات لتتمكن من مشاهدة المحتوى