العقوبات البديلة في قضايا الأحداث دراسة مقارنة

العقوبات البديلة في قضايا الأحداث دراسة مقارنة

العقوبات البديلة في قضايا الأحداث دراسة مقارنة

أهمية الدراسة
أولا : الأهمية العلمية:
يستمد هذا الموضوع أهميته من تعلقه بالأمن ومكافحة الجريمة، وبالقضاء الذي هو من أهم العلوم، وبالأحداث ذلك العنصر المهم من مكونات الأمة والذي ينبغي استصلاحه؛ فالحكم بالعقوبة البديلة المناسبة على الحدث يحقق الأمن ويسهم في تحقيق أهداف السياسة الجنائية.
كما أن تفعيل العقوبات البديلة في قضايا الأحداث توجه يتواءم مع رؤية الشريعة الإسلامية وسياستها في التعامل مع المخطئ من الناشئة على وجه الخصوص باعتباره محلا للاستصلاح والاحتواء.
بالإضافة إلى أن هذه الدراسة تقدم المبررات الكافية (شرعيا، وتربويا، واجتماعيا،واقتصاديا) لانتهاج الأحكام البديلة في قضاء الأحداث.
فضلا على أن هذا التوجه يتماشى مع مواد الأمم المتحدة القاضية بادراج العقوبات البديلة في محاكمات الأحداث.

ومما يجعل هذه الدراسة ذات أهمية خاصة قلة الدراسات التي تناولت موضوع العقوبات البديلة على الأحداث في المملكة العربية السعودية بدراسة مستقلة.
ثانياً: الأهمية العملية: تظهر أهمية الدراسة العملية على المستويات التالية:
أ – المستوى القضائي العام: لإدارة عدالة الأحداث أهمية قانونية في مختلف الأنظمة العالمية.
وتماشيا مع توجه المملكة لتطوير القضاء عبر مشروع الملك عبد الله لتطوير القضاء فإن هناك حاجة ماسة لدراسة بدائل السجن للأحداث، م ن حيث مشروعيتها وإيجابياتها وسلبياتها و متطلبات نجاحها.

ومعرفة إلى أي مدى يمكن للقضاء الجنائي أن يستوعب و يدعم هذا التوجه؟ ويوفر الضمانات لنجاحه في تحقيق الأهداف المقصودة. والإفادة من تجارب الدول الأجنبية بما يتواءم والبيئة السعودية؛ لدعم هذا التوجه وإثرائه.
ب – على مستوى (القاضي الفرد): العمل على بناء قناعة لدى القاضي بشرعية العقوبة البديلة على الحدث وفعاليتها من حيث الردع الخاص وتعديل وتهذيب سلوكيات الحدث الجاني وتحقيق الردع العام، والقناعة بالضمانات الممكنة لضمان متابعة تنفيذ العقوبة على الحدث.واستيفائها، لاسيما مع توافر وسائل التقنية الحديثة والدعم الرسمي لهذا التوجه.
كما أن وضع قائمة من العقوبات البديلة- المناسب تطبيقها على الأحداث أمام القاضي يمكنه من اختيار ما يناسب حالة الحدث التي بين يديه (ذكرا أم أنثى)؛ نظرا لحداثة تجربة المملكة العربية السعودية في هذا الخصوص.
ج – على مستوى الحدث المحكوم عليه بالعقوبة البديلة: فيدرك أن الهدف الأساس هو إصلاحه وليس إيلامه، عن طريق دفعه للمشاركة المجتمعية الفاعلة والأخذ بيده لما فيه الأصلح، ومساهمة الحكم البديل في تفادي النظرة السوداوية تجاه الحدث السجين أو المفرج عنه من قبل المجتمع وما لهذا من انعكاسات نفسية واجتماعية على من ستطبق بحقهم هذه الأحكام.

إقرأ المزيد  السياسات العمومية الترابية ومداخل تحقيق الالتقائية

كما أن بدائل السجن تقي الحدث من الآثار السلبية الأخرى للسجن؛ فيتقبل المحكوم عليه العملية التهذيبية بالعقوبة البديلة ويتفاعل معها بإيجابية.

فيمكن من خلال بدائل السجن على الحدث حماية حقوقه وضمان نموه الاجتماعي والحد من تكرار عودته للجريمة لمجتمع السجن الذي ربما يألفه.
د- على مستوى أسرة الحدث المحكوم عليه حيث أن العقوبة البديلة بمثابة الفرصة الأخيرة التي يمنحها القضاء للأسرة للمساهمة في تقويم الحدث، ويتحتم تعاونهم لتدارك الأمر قبل فواته، فالأسرة هي المسئول الأول عن الحدث، وغالبا لها دور في انحرافه، كما أنها المحضن الأهم للاحتواء والإصلاح كما أن العقوبة البديلة تقي الأسرة من الوصم الاجتماعي لاسيما إن كانت الحدث أنثى.

إقرأ المزيد  الحكامة الأمنية وحقوق الإنسان بالمغرب في ضوء دستور 2011

التحميل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

المرجوا إلغاء مانع الإعلانات لتتمكن من مشاهدة المحتوى