تنمية الموارد البشرية كالية لتحقيق التميز الإداري دراسة ميدانية بشركة مناجم الفوسفاط تبسة
تنمية الموارد البشرية كالية لتحقيق التميز الإداري دراسة ميدانية بشركة مناجم الفوسفاط تبسة
الملخص
إن التغيرات التي عرفها العالم المعاصر جعلت المؤسسات بإختلاف مجالات عملها تغير نظرتها للموارد البشرية حيث أصبحت تنظر إليهم بإعتبارهم المورد الأساسي لإستراتيجيتها التنافسية ، فالكفاءات البشرية هي التي تحقق النجاح والتميز ، إذا ما إستطاعت المؤسسة وضع هيكلة إستراتيجية لكيفية التعامل معها والاستثمار فيها إذن فإنتقال المؤسسة إلى عصر المعلومات والمعرفة اوجب عليها تجديد رأسمالها الفكري والتفكير في آلية لتحويله إلى أرباح وإلى وضع استراتيجي يسمح لها بتحقيق الميزة التنافسية التي أصبحت مطمحا وضرورة لكل مؤسسة .
ويعتبر مدخل الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية من أهم المداخل الحديثة التي تسعى المؤسسات لتطبيقه كونه يعني بشكل خاص بالموارد البشرية وبكل ما يتعلق بهم داخل المؤسسة طيلة مسارهم المهني ، ويقوم هذا المدخل على أساس البحث الدائم والمتجدد عن الثروات الفكرية والمهارات والأفكار الإبداعية الكامنة وغير المستغلة في مواردها البشرية والاستثمار فيها وتنميتها لاستخلاص قيمة أعلى وتحويلها إلى ميزات تنافسية مستدامة.
وتهدف هذه الدراسة لمعالجة موضوع متعلق بتنمية الموارد البشرية ودوره في تحقيق التميز الإداري من خلال التعرف على تمثلات الموارد البشرية (الإدارة ، العمال) في المؤسسة
الجزائرية (شركة مناجم الفوسفاط تبسة ) لمفهوم التميز الإداري ، وهل تتبع الإدارة آليات وإستراتيجيات لتطبيقه أو أن التميز لا يدخل ضمن أولوياتهم بمعنى آخر هل المؤسسة الجزائرية تعترف بأهمية التميز فكرا وممارسة ؟
وما مدى التزامها بتطبيق أهم متطلباته ومؤشراته ، هذا إضافة إلى معرفة الآليات التي تتبعها المؤسسة لتحقيقه ، وأهم المعوقات التي تعترض تطبيقه .
وقد تم الإعتماد فيها على خطوات كل من المنهجين الكمي والكيفي في معالجة البيانات والمعلومات التي تم جمعها من الميدان إعتمادا على استمارات الاستبيان التي تم توزيعها على المبحوين العاملين بالمديرية العامة ومركز الدراسات والبحوث التطبيقية التابعة لشركة مناجم الفوسفاط بتبسة والبالغ عددهم 126 مبحوث ، كما تم الاعتماد على كل من المقابلات وشبكة الملاحظات كأداتين مساعدتين على جمع المعلومات والبيانات وتم إنجاز هذه الدراسة إقتداءا بأفكار المقاربة النسقية لفون بيرتالونفي ، وفي ظل مبادئ
وافكار النظرية البنائية الوظيفية خاصة المتعلقة منها بالمعوقات الوظيفية لروبرت ميرتون
وخلصت هذه الدراسة للنتائج التالية :
أن المورد البشرية الموجودة على مستوى شركة مناجم الفوسفاط تبسة تقبل بفكرة التميز ، وتسير جنبا إلى جنب مع الادارة لمحاولة تجسيدها ميدانيا ، وهو ما تعكسه مختلف الملاحظات التي تم تسجيلها ميدانيا ، والتي تعبر على وعي وادراك كل من إدرة المؤسسة ومواردها البشرية على أهميته ، وهو ما جعل أهم متطلباته تظهر في السلوكات اليومية للمؤسسة ، ومن هنا.
يمكن الحكم بصحة الفرضية الاولى القائلة بان التصورت التي يحملها الموارد البشرية تجاه فكرة التميز هي تصورات ايجابية ، وهي كفيلة اذا ما تم تدعيمها وتعزيزها من قبل الإدرة الى الوصول بالمؤسسة الى مستوى التميز بمفهومه الشامل ، خاصة وان اهم متطلباته موجود والمتمثل في قناعة وقبول الادارة والموارد البشرية بهذه الفكرة
أن الموارد البشرية في شركة مناجم الفوسفاط تحضى باهتمام كبير وواضح من قبل الادارة ، ونستدل على ذلك من خلال مختلف السياسات والبرامج الاستراتيجية التي تنتهجها والرامية الى تنمية وتطوير قدراتهم وامكانياتهم العملية من جهة وكذا زيادة ارتباطهم و ولائهم للمؤسسة من خلال مختلف البرامج التحفيزية الهادفة الى زيادة رضاهم عن العمل ، ومن هنا يمكن الحكم بصحة الفرضية الثانية والتي مفادها ان تطبيق مؤشرات الادارة الاستراتيجية
للموارد البشرية تساعد على بلوغ التميز ، فبمجرد تبني المؤسسة لسياسة الجودة زادت من الاهتمام بمواردها البشرية وعيا منها بأهمية الاستثمار فيها والتخطيط الاستراتيجي لمسارها المهني داخل المؤسسة في بلوغ الجودة وادراكا منها بأن الاستثمار فيها حتى ولو كان استثمار طويل الأمد إلا أنه يعود بالنفع ويحقق العائد المرجو منه إذا ما تم وفقا لمخطط مدروس وموضوع مسبقا.
ومن خلال تحليل جداول الفرضية الثالثة نستنتج أهمية التغيير بالنسبة لشركة مناجم الفوسفاط بتبسة ، والذي يظهر جليا من خلال السلوكات التي تمت ملاحظتها ميدانيا وكذا من خلال إجابات المبحوثين ، التي عبرت على كون التغيير يدخل ضمن الاولويات التي تركز عليها المؤسسة باعتباره وسيلة أساسية لمواكبة التطورات الحاصلة في البيئة الخارجية وكذا إداة من ادوات التحسين المستمر الذي اصبح مطلبا أساسيا من متطلبات تحقيق الميزة التنافسية وضرورة ملحة لبلوغ التميز
إذن فمقاومة التغيير حتى ولو وصفتها بعض الدراسات المشابهة لموضوع هذه الدراسة بانه من بين المعوقات التي تعترض تحقيق التميز الاداري ، الا اننا لم نلمس وجوده في شركة مناجم الفوسفاط تبسة نظرا لكون التغير داخل المؤسسة يحضي بمكانة كبيرة وقبول من طرف
الادارة والموارد البشرية فيها ، وذلك نتيجة لاشتراك كل منهما في صياغة هذه البرامج وهو ما يجعل كل منهما يشعر بانه طرف من أطرافه ويعمل جاهدا لانجاحه وتحقيق الاهداف المرجوة منه ومن هنا يمكن الحكم بعدم صحة الفرضية الثالثة والمصرحة بان مقاومة العمال للتغيير
يعتبر من بين أهم المعوقات التي تعترض تحقيق التميز الاداري بالمؤسسة مكان الدراسة .